من كل قلبي

عدد المساهمات : 302 تاريخ التسجيل : 29/07/2011

القلب ولا العين؟ عنوان اغنية من اجمل ما غنت نجاح سلام. اغنية سبقت عصر
التليفزيون فتسللت الي اعماق الذاكرة عبر المذياع. وقد تذكرتها اليوم حين
قرأت ان الوقوع في الحب لا يبدأ بنظرة او بدقة قلب وانما يبدأ بشمة انف.
ولأن شمة الانف لا تتوافق مع كل افترااضاتي المكتسبة عن الحب من اول نظرة
استنكرت المعلومة الانفية فور قراءة البحث وهبت وسائلي الدفاعية تنبش في
ذاكرتي عن حجج لتأييد وجهة نظري ورفض التجربة التي منحت الانف امتيازا يفوق
امتيازات العين والقلب.

تذكرت حماتي رحمها الله لأنها سألتني ذات
يوم لماذا فضلت ولدها علي غيره ممن تقدموا لخطبتي فاسعفتني البديها باجابة
اثلجت صدرها. ومن ثم قررت ان تكافئني بجانب من ذكرياتها . قالت انها كانت
في السادسة عشرة حين تقدم لها خاطبان في يوم واحد. ولأنها كانت وحيدة
أبويها قال لها والدها انه يترك لها حرية اختيار واحد من الخاطبين. وسمح
لها ان تنظر من وراء حجاب الي كلا الخاطبين متمنيا ان تختار ابنته الخاطب
الذي يفضله هو لأنه كان اكثر نضوجا من الاخر الذي كان في نحو العشرين.
وحين نظرت العروس اختارت ابن العشرين بلا تردد من دون ان تعرف عن سنه او اسرته او ثروته شيئا لأنها تركت تلك التفاصيل لوالدها.

وكان الوالد عند كلمته غير انه سألها اختارت هذا ورفضت ذاك . فقالت لأنه
ابيض الوجه اشقر الشعر وانه حين ابتسم بانت اسنانه بيضاء قوية وحين رأت
عينيه كانتا مبتسمتين.

وتم الزواج وانجبت حماتي من الاولاد
والبنات سبعة وكان اكبرهم هو الابن الذي خطبني وتزوجني. ولم يكن ابيض
الوجه ولا اشقر الشعر. ولكن الحق هو ان عينيه كانتا مبتسمتين.

كان
يمكن ان اتوقف عن التفكير في الامر كله عند هذه النقطة غير انني تذكرت ان
ولدها هذا كان متوسط الطول وانني قبل قبوله زوجا كنت متأثرة بأمي التي
كانت تفضل طوال القامة , علما بأن طولها لم زد علي المتر ونصفه. وقد يفسر
هذا علي انه خدعة داروينيه دفعتها للبحث عن زوج طويل لعل جيناته تختلط
بجيناتها فينجبان ابناء وبنات طوال القامة.
وقد كان ابي طويلا بحق ولكن
حين انجبت امي بنتا هي اختي الكبري كبرت واصبحت طويلة القامة. ثم انجبتني
ولكن طولي لم يزد علي المتر وستين سنتيمتر. وقد اختزل منها الزمن بضعة
سنتيمترات. وبذلك راحت نظريات الاستاذ داروين في خبر كان.

مسألة
الانف هي موضوع بحث اجري في جامعة نيوكاسل البريطانية لاثبات ان غريزة بقاع
النوع تتحكم في شئوون القلب بشكل خفي بحيث ينجذب ذكر الي الانثي التي
يؤدي زواجه منها الي انجاب اطفال اصحاء ذوي مناعة قوية. هذه القوة الجاذبة
تعتمد علي حاسة الشم . اذا جذبته فتاة بعينها فجهاز المناعة الذي ولدت به
يختلف عن جهاز المناعة عنده فيلتقط الانف هذا الاختلاف بشكل غير واع.

وفي تجربة فريدو شاركت فيها ست فتيات طلب من كل واحدة ان ترتدي بلوزة لمدة
يومين كاملين بلا انقطاع. بعد ذلك وضعت كل بلوزة في قارورة زجاجية محكمة
في خزانة تبريد. ثم استدعي متطوع اختبرت خواص جهاز المناعة عنده وعرضت عليه
القارورات واحدة فواحدة علي ان يوظف انفه لاختيار البلوزة التي يفضل
رائحتها علي الاخريات.
وجاءت النتيجة تؤكد ان المتطوع اختار البلوزة
التي تحمل بقايا رائحة عرق فتاة تختلف خواص مناعتها عن خواص جهاز المناعة
عندة. فان تزوج منها تضاعفت احتمالات انجاب اطفال اصحاء يرثون مقومات
مناعية من كلا الوالدين .

فهل انتصر الانف؟ ام انكم مثلي تتمسكون بأن العين تعشق قبل الانف احيانا؟

فوزية سلامة

عدد المساهمات : 64 تاريخ التسجيل : 19/10/2011

شمة الانف نظره العين ودقه القلب
كلها مؤدية الى الحب